تقرير: حركة "حماس" حمّلت الجيش الإسرائيلي مسؤولية عمليات قتل الفلسطينيين الذين تدافعوا لتلقّي مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، واصفة ما حدث بأنه مجزرة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قُتل أكثر من 100 فلسطيني، وأصيب مئات آخرون بجروح في مدينة غزة صباح أمس (الخميس) عندما تدافعوا في اتجاه شاحنات مساعدة دخلت المدينة.

وحمّلت حركة "حماس" الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن سقوط القتلى.

في المقابل، فقد قال الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عن الناطق بلسانه، إن معظم القتلى والجرحى أُصيبوا وقُتلوا جرّاء التدافع والتعرض للدهس من شاحنات الإمداد. كما فتح مسلحون النار في المنطقة في أثناء قيام البعض بـ"نهب" الإمدادات. وأقر الجيش الإسرائيلي بأن قواته فتحت النار على عدد من سكان غزة الذين عرّضوا الجنود للخطر.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن حصيلة القتلى وصلت إلى نحو 110 قتلى، بالإضافة إلى 760 جريحاً.

ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو التُقط من طائرة من دون طيار يُظهر آلاف الأشخاص وهم يتجمعون حول شاحنات المساعدات عند وصولها إلى المنطقة في شمال غزة، كما يُظهر أنه في بعض الحالات استمرت الشاحنات في السير محاولة تجاوُز الحشود.

وأشار الجيش إلى أنه بحسب تحقيق أولي أجراه في حادث التدافع، فإن الأغلبية العظمى من الإصابات نجمت عن السحق تحت الأقدام، أو التعرُض للدهس من طرف شاحنات المساعدات.

وبموجب تحقيق الجيش، فقد بدأت الحادثة عند نحو الساعة الرابعة من فجر أمس، عندما وصلت نحو 30 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى ساحل مدينة غزة من أجل توصيل الغذاء إلى الفلسطينيين في حي الرمال. وتدافع آلاف الفلسطينيين نحو الشاحنات بعد أن عبرت حاجزاً للجيش الإسرائيلي في وسط غزة، وهو ما أدى إلى تدافُع قُتل فيه عشرات الفلسطينيين، وأُصيب مئات آخرون، بعضهم بسبب تعرضهم للدهس من جانب الشاحنات.

وخلص التحقيق إلى أن بعض الشاحنات تمكنت من مواصلة طريقها شمالاً، وإلى أن مسلحين فتحوا النار على القافلة بالقرب من حي الرمال و"نهبوها". وأشار التحقيق إلى أن عشرات الفلسطينيين الذين هرعوا نحو الشاحنة الأخيرة في القافلة بدأوا التحرك نحو دبابة إسرائيلية، والقوات المتمركزة عند حاجز عسكري. وقال التحقيق إن ضابطاً إسرائيلياً متمركزاً في المنطقة أمر الجنود بإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء بينما كان الفلسطينيون على بُعد بضع عشرات من الأمتار، بالإضافة إلى إطلاق النار على أرجل الذين واصلوا التحرك نحو القوات. وأضاف الجيش أن فقط أقل من 10 من الضحايا أُصيبوا نتيجة النيران الإسرائيلية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أخيراً أنه سيبحث الآن عن حلّ لمنع تكرار حوادث كهذه، وسيواصل إجراء تحقيقات لتقصّي وقائع هذا الحادث العينيّ.

ويأتي هذا الحادث وسط تصاعُد المخاوف الدولية بشأن الوضع الإنساني المتفاقم في قطاع غزة، والصعوبات في تقديم المساعدات لأكثر من مليونَي شخص محاصرين في الحرب التي بدأت يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتقول منظمات الإغاثة إنه أصبح من المستحيل تقريباً تقديم المساعدات الإنسانية في معظم أنحاء قطاع غزة بسبب صعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، وبسبب الأعمال العسكرية المستمرة، وانهيار النظام العام، إذ تكتظ حشود الأشخاص اليائسين عند قوافل المساعدات. وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون المجاعة، وقد فرّ نحو 80% من منازلهم.

وقالت وزارة الصحة في غزة إنه بالإضافة إلى مقتل 107 أشخاص على الأقل، أُصيب نحو 760 آخرين، ووصفت الحادث بأنه مجزرة.

وقال الناطق بلسان الوزارة، أشرف القدرة، إن الفرق الطبية لم تتمكن من التعامل مع حجم إصابات مئات الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفيات وخطورتها.

وقال المسعفون الذين وصلوا إلى مكان الحادث إنهم عثروا على مئات الأشخاص ملقين على الأرض، ولا يوجد عدد كافٍ من سيارات الإسعاف لنقْل جميع القتلى والجرحى، وإن البعض جرى نقلهم إلى المستشفيات على عربات تجرها الحمير.

وحذّرت حركة "حماس" في بيان لها من أن الحادث الذي وصفته بأنه مجزرة يمكن أن يؤدي إلى فشل المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة وإطلاق سراح المخطوفين.

ومن ناحية أُخرى، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن حصيلة القتلى الفلسطينيين في الحرب ارتفعت أمس إلى 30,035، بالإضافة إلى 70,457 جريحاً.

كما استمر أمس القتال في مناطق أُخرى من القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يواصل القيام بعملية واسعة في حي الزيتون في مدينة غزة، كما أنه يستمر في القتال في مدينة خان يونس في جنوب القطاع، ويشن غارات جوية في شمال غزة وفي منطقة الوسط.

وفي غضون ذلك، فقد سقط صاروخ أُطلق من قطاع غزة في منطقة مفتوحة في جنوب إسرائيل، وهو ما تسبب بإطلاق صفارات الإنذار في مستوطنتيْن إسرائيليتيْن حدوديتيْن.

 

المزيد ضمن العدد