طلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من الحكومة الإسرائيلية تقديم توضيحات بشأن عمليات القتل التي ارتكبها جنود الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة بحق حشود من الجوعى الفلسطينيين كانوا ينتظرون تسلُم مساعدات إنسانية في شارع الرشيد في مدينة غزة صباح أمس (الخميس)، وهو ما أسفر عن مقتل نحو 110 فلسطينيين، وإصابة 760 آخرين بجروح [اقرأ تقريراً منفرداً].
وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تقديم إجابات في هذا الشأن، وشدّدت على وجوب ضمان توصيل الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة بصورة آمنة.
وأفادت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس بأن مسؤولين في البيت الأبيض توجهوا إلى مسؤولين رفيعي المستوى في حكومة بنيامين نتنياهو، وطلبوا الحصول على توضيحات بشأن وقائع عمليات القتل هذه.
وبدوره، فقد قال الرئيس جو بايدن لدى سؤاله عن استهداف تجمُع السكان المدنيين في شمال قطاع غزة مساء أمس: "إننا نتحقق من الأمر حالياً. هناك روايتان متضاربتان عمّا حدث ولا جواب لدي حتى اللحظة." ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتقد أن هذه العمليات ستعقّد المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادُل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، أجاب بايدن: "أعرف أنها ستتسبب بذلك. ومن الممكن ألاّ يتم وقف إطلاق النار يوم 4 آذار/مارس الحالي كما توقعت سابقاً."
ووصف ناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض عمليات القتل في شارع الرشيد بأنها حادث خطِر، وأضاف أن الإدارة الأميركية تتحقق من التقارير، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي أكّد في بيان صادر عنه أن سقوط عشرات القتلى والجرحى جرّاء التدافع أو تعرُضهم للدوس من طرف الحشود التي حاصرت شاحنات الإغاثة و"نهبت" حمولتها.
وقال الناطق بلسان الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحافيين: "إننا نسعى بصورة عاجلة للحصول على معلومات إضافية بشأن ما حدث بالضبط. ونحن على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية منذ وقت مبكر من هذا الصباح، وعلمنا أن التحقيق جارٍ. وسنتابع هذا التحقيق عن كثب ونضغط للحصول على إجابات."
ودعا ميلر إسرائيل إلى فتح أكبر عدد ممكن من نقاط العبور، وتمكين التوزيع الآمن لتلك المساعدات في جميع أنحاء غزة، وقال: "إننا نواصل التوضيح في جميع نقاشاتنا مع الحكومة الإسرائيلية بأنه يجب اتخاذ كل الإجراءات الممكنة للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة."
كما دعا ميلر إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وقال: "إن أفضل طريقة لتخفيف المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني هي التوصل إلى اتفاق لوقف موقت لإطلاق النار، من شأنه إطلاق المخطوفين الإسرائيليين، وتمكين دخول مزيد من المساعدات الإنسانية، والسماح لتلك المساعدات بالتحرك في كل مكان داخل غزة."