الشعب ليس مع يائير غولان زعيم حزب العمل الجديد
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • كما هو متوقَع، انتُخب يائير غولان زعيماً لحزب العمل بأغلبية 95%، وتُذكّر هذه النتائج بنتائج الانتخابات في سورية والعراق في أيام نظام حزب البعث. لكن منعاً لأي سوء فهم، فإن الانتخابات كانت ديمقراطية، والنتيجة هي وليدة حقيقة أنه باستثناء بعض نشطاء صغار في الحزب، لم تترشح أي شخصية رصينة ومعروفة ضد غولان، الذي كان عملياً السياسي الوحيد الذي أخذ على عاتقه السلعة غير المرغوب فيها في السياسة الإسرائيلية.
  • وبعد فترة مظلمة، بقيادة ميراف ميخائيلي، التي اعتقاداً منها أنها تسير على خطى رابين، فقادت الحزب الذي "أقام الدولة" إلى عوالم وهمية، وأوصلته إلى ما دون نسبة الحسم، يريد غولان استعادة المجد الغابر، وجعْل حزب العمل عنصراً ريادياً في السياسة الإسرائيلية، لكن الطريق للوصول إلى هناك طويل جداً، وربما يكون غير ممكن.
  • وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى غولان وقدراته، فإنه شخصية وطنية إسرائيلية بكل معنى الكلمة، وأثبت في 7 تشرين الأول/أكتوبر لمعارضيه من اليمين أن دولة إسرائيل عزيزة عليه. وربما نسي منتقدوه أنه خاطر بحياته وقاد بنجاح كبير مقاتلي لواء الناحل [كتيبة النخبة في سلاح المشاة الإسرائيلي] خلال الانتفاضة الثانية في أزقة مخيمات اللاجئين وأحيائها في المدن الفلسطينية. لكن بالإضافة إلى ذلك، فهو سياسي، وحتى عندما كان يرتدي الزي العسكري ويتولى منصب نائب رئيس هيئة الأركان، فقد أدلى بتصريحات إشكالية ومثيرة للجدل.
  • ويُذكر منها الخطاب الذي ألقاه في ذكرى المحرقة في أيار/مايو 2016، والذي قال فيه إنه يشاهد في إسرائيل مظاهر حدثت في ألمانيا النازية. كما نتذكر جيداً دعوته إلى عدم إبطال ترشيح هبة يزبك من حزب التجمع إلى انتخابات الكنيست 2020، بسبب إعلان تأييدها للـ"مخرب" سمير القنطار. وقبل أن تسمح المحكمة العليا ليزبك بالترشح، جرى جدل صاخب بشأن هذه المسألة وسط التحالف آنذاك بين حزب العمل وحركة ميرتس، الأمر الذي أثبت الفجوة الأيديولوجية بين الحزبَين، والتي ما زالت اليوم قائمة بصورة مطلقة. وبينما أيّد في ذلك اليوم عضو الكنيست من حزب العمل، إيتسيك شمولي، قرار إبطال الترشيح بحجة أن دعم يزبك "لإرهابيين أيديهم ملطخة بالدماء" كسمير القنطار يشكّل دعماً "للإرهاب بكل المقاييس"، فقد ادّعى يائير غولان، الذي كان حينها عضواً في المعسكر الديمقراطي وبعدها في ميرتس، أن "حرمان مواطن يتقيد بالقانون من الترشح هو مكافأة للذين يشوهون الديمقراطية الإسرائيلية" وأنه "يجب التركيز على إبطال ترشُح المجموعات العنيفة، والمخالفين للقانون الذين يتشاجرون طوال حياتهم مع الشرطة ومع الجنود."
  • ومن الصعب أن نتوقع ماذا ينتظر حزب العمل برئاسة غولان، لكن من الواضح أن رئيس حزب العمل الجديد سيعمل على توحيد كل أحزاب اليسار في إسرائيل ضمن كتلة واحدة. ولقد دعا غولان زعماء الاحتجاج في ساحة كابلان والمؤيدين لهم إلى الانضمام إلى حزب العمل برئاسته، وهو ما سيجعل الحزب أكثر تطرفاً. ومع الأسف الشديد، يبدو أن غولان، الذي كان، خلال فترة الاحتجاج والنضال من أجل إسقاط حكومة نتنياهو، من الجنرالات السابقين الذين دعوا إلى عصيان مدني ورفْض الخدمة أو ما سموه "وقف التطوع"، هو المناسب تماماً لقيادة كتلة اليسار، التي، بحسب التوجهات العالمية، أصبحت عنيفة ومنقطعة عن الواقع.
  • وإذا تمكنت كتلة اليسار من سرقة مقاعد من حزب "يوجد مستقبل" و"المعسكر الرسمي"، فإن المعركة بين غولان وغانتس ولبيد تبدأ مع السؤال؛ من يقود كتلة اليسار الوسط؟
  • في الختام، وبينما يجري تصوير غولان بأنه الخصم المناسب لنتنياهو واليمين، الأمر الذي يسهل حملة انتخابية من شأنها أن تذكّر التيار المركزي في إسرائيل بأنه هذه المرة يوجد على رأس الكتلة المنافسة سياسي يساري بالكامل، فإنه من المتوقع أن يشكّل رئيس حزب العمل الجديد تحدياً حقيقياً لـ"المعسكر الرسمي" برئاسة غانتس وأيزنكوت، وكذلك حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد. وإذا تمكنت كتلة اليسار بزعامة غولان من سرقة مقاعد، وخصوصاً من حزب "يوجد مستقبل" ومن "المعسكر الرسمي"، فإن المعركة ستكون بين غولان وغانتس ولبيد على قيادة كتلة الوسط اليسار. وبعكس اليمين الموحد الصفوف، فإن الأيديولوجيا في معسكر الوسط اليسار تتغلب على البراغماتية، وتبدو القصة مختلفة تماماً.

 

 

المزيد ضمن العدد