أغلبية واضحة ضد الدولة الفلسطينية، حان وقت الطفرة الاستيطانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • بأغلبية 68 صوتاً ضد 9، أقرّ الكنيست اقتراح قرار دائم، أول أمس، جاء فيه التالي: "يعارض الكنيست الإسرائيلي، بشدة، إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن". حركة "السلام الآن" ردت على ذلك بالقول: "إن الدولة الفلسطينية هي الانتصار الحقيقي على ’حماس’ وإيران".
  • يمكن أن يقال عن الذين لا يستطيعون تجاوُز أفكار الماضي، حتى عندما يطيحها الواقع وآلاف الضحايا: "إنهم لم يتعلموا شيئاً، ولم ينسوا شيئاً". لكن ماذا حدث لحزبَي "يوجد مستقبل" و"الديمقراطيين" [تكتل حزب العمل وحركة ميرتس] اللذين قاطعا جلسة التصويت التي تهدف إلى الإثبات للفلسطينيين أن "المذبحة" التي ارتكبتها "حماس" تبعد، ربما إلى الأبد، تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولة.
  • لقد أثبت "المعسكر الرسمي"، الذي لا ينقصه أعضاء كانوا في الماضي من المؤيدين للدولة الفلسطينية، أنه بعكس اليسار الذي ينكر دروس الواقع، استعداده لاستيعاب الدروس، وبصورة خاصة دروس 7 أكتوبر (باستثناء غادي أيزنكوت الذي لم يؤيد هذا القرار، من حيث المبدأ. ويبدو أنه ينتمي إلى معسكر "الديمقراطيين"، أيديولوجياً، وربما عملياً). أنصار اليسار الأذكياء الذين نجحوا في الانفصال عن الأفكار المسيانية التي انهارت، هم الذين يمنحون هذا الحزب مكانته كحزب متقدم في استطلاعات الرأي على مرّ الزمن. حزب "يوجد مستقبل"، الذي كان متقدماً في الماضي، بدأ بالتقلص. غطرسة يائير لبيد تُقربه من حزب "العمل" ومن حركة "ميرتس". ويمكن أن يكون مصيره مريراً كمصيرهما.
  • بالإضافة إلى "فضائل" لبيد الأُخرى، هو عنيد للغاية. إصراره على التنازل للبنان، أي حزب الله، عن المياه الإقليمية الخاضعة للسيادة الإسرائيلية، والتي تحتوي على خزانات الغاز، هو دليل واضح على فشل زعامته.
  • في الأساس، يعبّر قرار الكنيست عن موقف أيديولوجي واضح، على الرغم من تداعياته العملية، وهو يُسمع، حتى الآن، في معسكر "أرض إسرائيل". عندما يصرّح بني غانتس ورفاقه بأن الدولة الفلسطينية "في قلب أرض إسرائيل تشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل"، فإن هذا الأمر يدل على عقلانية. لأنها فعلاً (الدولة الفلسطينية) ستؤبد النزاع وتقوّض الاستقرار في المنطقة". وهذا الموقف كان في قلب النقاش بين اليمين واليسار طوال أعوام. في أعقاب قرار الأكثرية اليهودية (المطلقة)، حسم الكنيست، إلى حد بعيد، خلافاً حاداً استمر خمسة عقود.
  • وعلى الرغم من سيطرة معارضي هذا القرار على وسائل الإعلام المركزية في الدولة، فإن صوتهم يعبّر عن أقلية لا تُذكر، وسيظل يتردد لاحقاً. لكن رأي الأغلبية الصلبة المؤيدة لأيديولوجيا قرار الكنيست لن يتغير بسبب انحياز وسائل الإعلام الأساسية إلى المعارضة. إن أغلبية الشعب، وخصوصاً بعد 7 أكتوبر، تتوحد حول كلام الحقيقة في قرار الكنيست: [إذا قامت دولة فلسطينية] خلال وقت قصير، فإن "حماس" ستسيطر عليها، (كما سيطرت على غزة، وبعدها على "غوش قطيف"، إلخ)، وستحولها إلى قاعدة "إرهاب" إسلامية راديكالية، تعمل بالتنسيق مع إيران، من أجل القضاء على دولة إسرائيل".
  • الآن، وبعد أن اتضحت تماماً ماهية موقف أغلبية الشعب في إسرائيل، علينا تحقيق هذا الموقف بواسطة طفرة استيطانية. فقط بهذه الطريقة، نعبّر عن هذا القرار المبدئي - التوافقي بصورة عملية.
 

المزيد ضمن العدد