الحرب المقبلة شبه حتمية في حال انعدام الحسم السياسي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      على الرغم من مرور عشرة أعوام على الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من جنوب لبنان [في أيار/ مايو 2000]، فإن هذا الانسحاب ما زال موضع خلافات كبيرة في إسرائيل. ويؤكد المعارضون لهذه الخطوة أن الانسحاب المتسرع في حينه لم يحل دون اندلاع حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، فضلاً عن أنه تسبّب بتفاقم خطر إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.

·      في موازاة ذلك فإن اليمين الإسرائيلي المتطرف يرى أن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان كان بمثابة هروب، ولذا، فقد أسفر عن تعاظم قوة حزب الله وازدياد تهديده للجبهة الإسرائيلية الداخلية.

·      كما أن الانفصال من جانب واحد عن قطاع غزة [في سنة 2005] لا يزال موضع خلافات كبيرة. وثمة من يقول إن [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون كان يهدف بواسطة هذا الانفصال إلى تخليص الشعب الإسرائيلي من حلم "أرض إسرائيل الكبرى"، إلا إنه تسبب بنتيجة معاكسة، هي تعزيز قوة "حماس" التي قامت بتصعيد عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وجرّت هذه الأخيرة إلى حرب أخرى في إطار عملية "الرصاص المسبوك"، التي مسّت صورة إسرائيل في العالم أجمع.

إن العبرة المطلوبة من ذلك كله هي أن الحسم العسكري لا يؤدي حتماً إلى حسم سياسي، وأنه في حال انعدام الحسم السياسي فإن الحرب المقبلة تصبح شبه حتمية. من المعروف، مثلاً، أن حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967] كانت حرباً ناجحة جداً من الناحية العسكرية، إلا إنها تسببت بحرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، مثلما أن الحرب العالمية الأولى التي انتهت بهزيمة ألمانيا وإذلالها أدّت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية. أمّا الاستنتاج المطلوب فهو أن أوان التوصل إلى تسوية سياسية لم يفت بعد، فضلاً عن أن مثل هذه التسوية سيحظى بتأييد الأغلبية المطلوبة في الوقت الحالي.