إسرائيل تعتبر مصر الحليف الأهم في المنطقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      يبدو أن الرئيس المصري [حسني مبارك] هو الشخص الأقرب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية [بنيامين نتنياهو] من زعماء العالم كافة. هذا ما أكده مصدر إسرائيلي رفيع المستوى بقوله "إن العلاقات بين الزعيمين وثيقة أكثر مما تبدو في الظاهر"، كما أن دبلوماسيين أميركيين يوافقون على ذلك.

·      إن هذه العلاقات الوثيقة ناجمة عن الخشية المشتركة من إيران، ذلك بأن نتنياهو يخشى المشروع النووي الإيراني، في حين أن مبارك يخشى ممارسات طهران التآمرية.

·      وتعمل إسرائيل ومصر معاً لتطبيق الحصار على غزة، بهدف إضعاف سلطة "حماس" هناك، وإحباط عمليات تهريب الأسلحة إلى القطاع. وهذا التعاون الوثيق يجعل إسرائيل تتنازل عن ورقة دعائية مهمة للغاية هي تحميل مصر المسؤولية عن الأوضاع الرهيبة في غزة، خوفاً من إثارة غضب مبارك عليها. وعلى ما يبدو، فإن نتنياهو مستعد لامتصاص حملة النقد الدولية لحصار غزة، والامتناع عن القول إن لمصر حدوداً مع القطاع، وإن في إمكانها الاهتمام بحاجات سكانه الفلسطينيين.

·      ما يجب قوله هو أن إسرائيل قامت، في إثر سقوط نظام الشاه الإيراني، باعتبار مصر، بدلاً من إيران، الحليف الأهم في المنطقة، كما أنه يزودها بالطاقة أيضاً. كما أن معاهدة السلام مع مصر صمدت في اختبارات الحروب التي شهدتها المنطقة، وفي إبان اندلاع الانتفاضتين الفلسطينيتين.

·      لا شك في أن الرئيس مبارك، الذي يتولى زعامة مصر منذ فترة زمنية طويلة لم يحظ بمثلها أي زعيم سابق منذ محمد علي، مؤسس الأسرة الخديوية في القرن التاسع عشر، هو المسؤول المباشر عن استقرار الأوضاع فيها. غير أنه أصبح في الـ 82 من عمره، ولا أحد يعرف كم سيبقى في السلطة، ومن الذي سيخلفه. ولو كان في إمكان إسرائيل اختيار أمنية واحدة لكانت اختارت أن يعيش مبارك إلى الأبد "شرط أن يبقى معنا"، وفقاً لما يؤكده المصدر الإسرائيلي الرفيع المستوى نفسه.