من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يشير تاريخ الحروب إلى أنه في كل مرة يظهر سلاح جديد، فإن ذلك يؤدي إلى تفوق كبير للطرف الذي وظّفه واستخدمه على نطاق واسع. لقد بدأت الصواريخ تبرز في منطقتنا بصورة كبيرة قبل الأربعينيات، وكان استخدامها في البداية محصوراً جداً، لكن حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973]، شهدت استخداماً واسعاً لهذه الصواريخ في مهاجمة طائراتنا، وقواتنا البرية، وخصوصاً دباباتنا. وفي الأعوام الأخيرة تعرضنا لقصف بصواريخ أرض ـ أرض من قطاع غزة، ولقصف كثيف من لبنان خلال حرب لبنان الثانية.
· نظرياً، هناك ميزات كثيرة لصواريخ أرض - أرض: القدرة النارية - رؤوس متفجرة تستطيع أن تصل إلى مئات الكيلومترات؛ المرونة - من حيث نوع الرؤوس الحربية؛ المدى البعيد جداً في إطلاق النار؛ قدرة كبيرة على الصمود ـ من السهل توزيع وإخفاء مراكز إطلاق الصواريخ، ومن الصعب اعتراضها في أثناء وجودها في الجو.
· تتجاهل إسرائيل الاستخدام المكثف لصواريخ أرض ـ أرض في منطقتنا، لكن هذا السلاح يتحول إلى سلاح استراتيجي عندما يجري استخدامه بكميات كبيرة. واستناداً إلى ما يُنشر في العالم بشأن الجيش الإسرائيلي، فإن لدينا شبكة من صواريخ أرض - أرض، من أجل أهداف معينة. لا نعرف مدى صحة هذا الأمر، لكن في جميع الأحوال، لا مصلحة لنا في أن نجد أنفسنا محشورين في الزاوية، ومواجهة وضع غير مقبول. ومن الأفضل إقامة شبكة واسعة من صواريخ أرض ـ أرض مزودة برؤوس تقليدية، وتطوير عقيدة قتالية ملائمة، كما علينا أن ننشىء في المستقبل سلاحاً منفرداً، هو سلاح الصواريخ، من أجل هذا الهدف.
· ويمكننا الإشارة إلى عدد من الاستخدامات المهمة لشبكة كبيرة من صواريخ أرض - أرض، فالعدو يملك كميات كبيرة من صواريخ أرض - أرض، وهو قادر على ضرب مطاراتنا، وإلحاق الضرر بعمليات سلاح الجو، كما في استطاعته أن يعرقل عمل جهاز تعبئة الاحتياط، بالإضافة إلى قدرته على مهاجمة الجبهة الداخلية. فلو كنا نملك مثل هذه الشبكة من الصواريخ، لكان في استطاعتنا أن نكلفها جزءاً من مهمات سلاح الجو، وبهذه الطريقة، فإن عمليات التمويه التي نقوم بها لتغطية إقلاع الطائرات لا تشكل عائقاً أمام تنفيذ جزء من الخطط العسكرية الملقاة اليوم على عاتق سلاح الجو. وهذا الأمر ينطبق على المهمات القصيرة أو البعيدة المدى. وسيقوم هذا الجهاز في ذروة هجومه على العدو بحماية سلاح الجو، وجهاز تعبئة الاحتياط.
إن خطر تعرض الجبهة الداخلية والمنشآت العسكرية الحيوية للقصف الصاروخي المكثف، لا يترك لنا كثيراً من الخيارات. لذا، فإن إنشاء شبكة واسعة من صواريخ أرض - أرض تستند إلى تشكيلة من الصواريخ الدقيقة، هو حاجة حيوية بالنسبة إلى دولة إسرائيل. إن القول إنه لا حاجة لنا إلى مثل هذه الشبكة، وأن كل هجوم علينا سيؤدي إلى رد مدمر وقاس من جانبنا، هو كلام غير مسؤول، ولا يملك غطاء سياسياً. علينا مواجهة العدو وفقاً لقواعد اللعبة المعروفة، ويجب ألاّ نسمح له بالاستخدام الكثيف لسلاح يمتاز بميزات كبيرة، وينطوي على خطر كبير.