من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يشكل مبدأ المساواة قاعدة مهمة في عقيدة إسرائيل، وهو من مبادئها الأساسية، لذا، من الصعب الدفاع عن عدم المساواة. وللأسف هناك حقيقة لا يمكن الاستمرار في تجاهلها وهي: أن المستوطنات ليست كلها متساوية، ولا يمكن التعامل معها كلها على قدم المساواة.
· هناك فارق بين الكتل الاستيطانية الكبرى التي نحن واثقون بضمّها إلى إسرائيل، والتي يمكن معاودة البناء فيها، وبين المستوطنات الواقعة ما وراء الجدار[الفصل]، والتي ليس هناك منطق أو مسوغ في توسيعها. ويخوض المستوطنون حملة دعاوية بشأن صدقية رئيس الحكومة، وعلى الرغم من أهمية ذلك بالنسبة إلى دولة إسرائيل، فإنهم ينسون أن على رئيس الحكومة أن يكون ذا صدقية أمام أنظار العالم أيضاً.
· لقد تعهد رئيس الحكومة بالتجميد الكامل للبناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لعشرة أشهر، لكنه لم يتعهد قط بما سيكون عليه حجم البناء، ولا ما هي المناطق التي سيسمح بالبناء فيها بعد انتهاء مدة التجميد. كما أعلن أمام الشعب والعالم موافقته على مبدأ دولتين لشعبين، وأنه عندما تتوفر شروط معينة ستوافق إسرائيل كجزء من التسوية الدائمة على قيام دولة فلسطينية مستقلة، وأوضح أن مثل هذه الدولة لن تكون في ألاسكا، ولا في المملكة الأردنية، وإنما في "الضفة الغربية".
· ثمة مغزى واحد ووحيد لموقف بنيامين نتنياهو هو، أنه في حال التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، فإننا لن نبقى في أنحاء أرض إسرائيل كلها التي نوجد فيها اليوم. إن وزراء الليكود ـ باستثناء الوزيرين ميخائيل إيتان ودان مريدور ـ الذين يطالبون على رؤوس الأشهاد بمواصلة البناء في "أنحاء أرض إسرائيل كلها" يبعثون برسالة إلى العالم فحواها أن رئيس حكومتهم كذاب، لكننا نحن، مواطني إسرائيل، علينا أن نؤمن بأن بنيامين نتنياهو صادق.
· ليس هناك شخص في العالم قد يصدق أن دولة إسرائيل مجنونة إلى درجة أنها مستعدة لأن تنفق مئات ملايين الشواكل على بناء المساكن في يتسهار، وتبواح، أو إيلون موريه، كي تقوم بعد ذلك، وحين يحين الأوان، بإنفاق مبلغ مضاعف لنقل سكان هذه المساكن، إلى أماكن أخرى. إن مواصلة بناء المساكن في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية، سيلحق أذى خطراً بصدقية إسرائيل، ويتسبب بأضرار لا يمكن تصورها.
· إن الجمهور الإسرائيلي يدرك هذه الحقيقة جيداً. ففي استطلاع للرأي أجرته د.مينا تسميح مؤخراً، عارض 51% من الجمهور مواصلة التجميد الكامل، بينما أيد 62% منهم الاستمرار في " التجميد الجزئي"، في حين أن 32% فقط وقفوا ضد التجميد الجزئي. وهذا هو الحجم الحقيقي لليمين في إسرائيل.
يدرك الجمهور الإسرائيلي بحدسه الصحيح، أن عليه أن يتبنى موقفاً وسطياً من موضوع البناء، وهو موقف يعكس من جهة، عدم الاستعداد للقبول بإملاءات غير عادلة، لكنه من جهة أخرى، ويتميز بكونه موقفاً منطقياً وواقعياً ويحافظ على صدقية إسرائيل ومكانتها. نأمل بأن يدرك رئيس الحكومة ذلك، وأن يخطو في هذا الاتجاه، لأنه إذا فعل ذلك، فالشعب سيكون إلى جانبه.