إن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، في سياق الخطاب الذي ألقاه مساء أمس (الخميس) في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أنه يؤيد تمديد فترة تجميد أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ثلاثة أشهر أخرى على الأقل [بعد انتهاء مفعول القرار الحكومي في هذا الشأن يوم 26 أيلول/ سبتمبر الحالي]، أثار غضباً عارماً في أوساط المستوطنين.
وقال رئيس "مجلس مستوطنات يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] دانـي دايان رداً على هذا الإعلان: "إن الرئيس أوباما كان على حق عندما قال إن إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، غير أن قوله هذا لا يتماشى مع تأييده منع اليهود من البناء في كل من الخليل وبيت إيل وشيلو وألون موريه". وادعى دايان أن "خضوع أوباما لتهديد [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس بترك المفاوضات المباشرة في حال عدم قبول شروطه المسبقة، والذي يهدف إلى ابتزازه، يثبت أنه وسيط غير عادل".
أمّا عضو الكنيست ميخائيل بن آري (من حزب "الاتحاد الوطني") فعقّب على ما ورد في خطاب أوباما بالقول: "إن هذه اللحظة هي لحظة اختبار أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فهل سيظل عبداً تابعاً لأوباما العنصري أم أنه سيكون مخلصاً لشعبه وناخبيه؟" وأضاف: "على نتنياهو أن يتذكر أن الذي يسمم البئر التي شرب منها، فهو إنما يعرّض نفسه للخطر".
وكان أوباما أكد في الخطاب نفسه أن "تجميد أعمال البناء في المستوطنات أسفر عن تحسين الواقع ميدانياً وأوجد مناخاً جيداً للمفاوضات" [بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية]، وأضاف أن "المفاوضات المباشرة يجب أن تستمر إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق [نهائي]". ووفقاً لأقواله، فإنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق، "فإن الفلسطينيين لن يحظوا أبداً بالعزة والكرامة الكامنتين في إقامة دولة فلسطينية، وفي المقابل، فإن الإسرائيليين لن يحظوا أبداً بالاستقرار والأمن اللذين يمكن أن توفرهما إقامة دولة مجاورة ذات سيادة واستقرار وتتعهد بالتعايش وحُسن الجوار". وفي رأيه، فإنه في حال بذل الجهود المطلوبة يمكن إقامة دولة فلسطينية في غضون عام واحد.