أولمرت أعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد: "الجيش سينظر في الانسحاب من القطاع في الوقت الذي سيختاره"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أقر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، أمس، اقتراح وقف إطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة، بدءاً من الساعة الثانية صباحاً. وقال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع المجلس: "إن أهداف العملية تحققت بكاملها". وستبقى قوات الجيش في القطاع في مواقع دفاعية إلى أن يتضح ما إذا كانت "حماس" تحترم وقف إطلاق النار فعلاً. وسيصل زعماء أوروبيون اليوم إلى إسرائيل في زيارة خاطفة للتعبير عن دعمهم لوقف إطلاق النار ولرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

واتُّخذ قرار وقف إطلاق النار الأحادي الجانب بعد أن اتضح أن مصر لم تنجح في التوصل إلى تفاهمات مع "حماس" يمكن أن تُمكّن من بلورة اتفاق مشترك. وأعلنت "حماس" أنها لن توافق على وجود أي جندي إسرائيلي على "أراضي غزة" بعد وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، وحذرت من أنها ستستمر في إطلاق النار إذا لم تخرج القوات [الإسرائيلية] من القطاع.

واتّخذ رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال غابي أشكنازي، في أثناء جلسة المجلس الوزاري المصغر وقبلها، موقفاً واضحاً يدعم الإنهاء الفوري للحملة والامتناع من توسيع العملية البرية إلى مناطق أخرى من قطاع غزة. إن الجيش معني بإخراج الجنود سريعاً لتقليص الاحتكاك في القطاع، وللحؤول دون وقوع خسائر بشرية إضافية. وفي المقابل يستعد الجيش لاحتمال استمرار "حماس" في القتال. وقدر ضباط رفيعو المستوى، أمس، أن "حماس" "قد تنشط ضدنا بشكل محدود، لكن من الأرجح أن ناشطيها سيمتنعون من إطلاق زخات الكاتيوشا بعد وقف إطلاق النار. وفي حال استمرار إطلاق الصواريخ فإنهم سيتلقون رداً غير متكافىء. لقد قمنا بتحديد الأهداف لهذا الغرض".

وقال أولمرت في جلسة المجلس الوزاري المصغر إن المجتمع الدولي يدعم إسرائيل والأهداف التي تم تحقيقها حتى الآن. وبحسب أقواله، إذا لم تحترم "حماس" وقف إطلاق النار فسيكون في وسع إسرائيل أن تحظى بالشرعية الدولية للاستمرار في العملية.

وعاد يوم الجمعة من مصر المستشار السياسي لرئيس الحكومة، شالوم ترجمان، ورئيس الشعبة السياسية ـ الأمنية في وزارة الدفاع، عاموس غلعاد. وبحسب أقوال مصدر سياسي في القدس، فإن مدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان قال لهما إن "'حماس' لم تستجب لطلبات مصر". وبحسب المصدر، لم تنجح قيادات "حماس" في غزة ودمشق في التوصل إلى اتفاق بينها بشأن إنهاء القتال، ولذلك لم تُنجز أي اتفاقات مع مصر. وعليه، فإن الجزء الأكبر من المحادثات في القاهرة كان بشأن مكافحة مصر لتهريب الأسلحة.

وبحسب المصدر السياسي، فإن المحادثات بين إسرائيل ومصر لم تنتهِ بعد، مع أنه طرأ تقدم كبير في مسألتين: مكافحة عمليات التهريب في محور فيلادلفي (اقترحت إسرائيل على مصر إقامة آلية تدمج بين وسائل تقنية ومختصين دوليين)؛ والمسألة الثانية هي التنسيق بشأن موضوعات تتضمن مصالح مشتركة بين إسرائيل ومصر (والأغلب أن الحديث يدور على مسألة [الجندي الأسير] غلعاد شاليط). ومع ذلك، أوضح الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، أن مصر لن تقبل بأي حال وجود مراقبين أجانب على أراضيها.

 

المزيد ضمن العدد 614