· يجدر بنا، نحن المواطنين في إسرائيل، أن نعترف بيننا وبين أنفسنا، عشية الانتخابات العامة غداً الثلاثاء، بأن خيار الدولتين في أرض إسرائيل ـ فلسطين لم يعد قائماً قط. صحيح أن هذا الخيار كان قائماً من قبل في الأحلام فقط، غير أنه عقب أربعين عاماً متواصلة من الاحتلال والقمع والاستيطان و"الإرهاب"، ما عاد موجوداً ولا حتى في الأحلام.
· بناء على ذلك، فإن الانتخابات العامة غداً لا تنطوي على أي خيار حقيقي. إن خيار "دولتين لشعبين"، الذي يؤيده في الظاهر معسكر أحزاب الوسط - اليسار المؤلف من كاديما والعمل وميرتس والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، يعني عملياً دولة واحدة لليهود (وموقتاً للعرب الإسرائيليين أيضاً)، و "دولة" أخرى للفلسطينيين هي عبارة عن سجنين كبيرين ـ واحد مغلق تماماً في قطاع غزة، وآخر مفتوح نسبياً في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
· أمّا خيار الحفاظ على الوضع القائم، والذي يؤيده معسكر الأحزاب القومية المتطرفة والمتشددة دينياً، والمؤلف من الليكود و"إسرائيل بيتنا" وشاس و"البيت اليهودي ـ المفدال" و"الاتحاد الوطني"، فإنه شبيه بخيار الدولتين، أي بقاء دولة إسرائيلية مستقلة وقوية إلى جانب سجنين كبيرين للشعب الفلسطيني - واحد مفتوح نسبياً في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وآخر مغلق تماماً في قطاع غزة.
· إن الخيارات الحقيقية التي لا تزال ماثلة أمامنا هي ثلاثة، وكلها ناجمة عن خيار أكبر هو الدولة الواحدة، غير أنها ليست مدرجة في جدول أعمال الانتخابات العامة. وهذه الخيارات الثلاثة تتعلق بهوية الدولة الواحدة التي نرغب فيها. فهل نرغب في دولة عربية دكتاتورية؟ أم في دولة يهودية دكتاتورية؟ أم في "دولة جميع مواطنيها"، أي دولة يهودية - عربية - إسرائيلية - فلسطينية تكون مشتركة وديمقراطية فعلاً؟