لا يجوز التغاضي عن إنجازات "حماس" من المواجهة العسكرية الأخيرة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      يبدو أن كلاً من إسرائيل و"حماس" اضطر إلى تقديم تنازلات معينة، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، من أجل التوصل إلى صفقة بينهما تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة، وإلى الإفراج عن غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"]. وسيتم الإفراج، في إطار هذه الصفقة، عن مئات الأسرى الفلسطينيين في مقابل شاليط، لا عن 1400 أسير كما طالبت "حماس" بذلك فترة طويلة.

·      ويبدو أن الصفقة ترهن فتح المعابر بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي، وذلك على الرغم من أن المسؤولين في "حماس" ألحوا على ضرورة الفصل بين المسألتين. ويمكن أن نقدّر أن التغيير في موقف "حماس"، والذي عملت قيادة الحركة في غزة على حدوثه، ناجم إلى حد كبير عن الضغط العسكري الذي مارسته إسرائيل بواسطة عملية "الرصاص المسبوك".

·      ويبقى السؤال المطروح هو: إذا أصبح رئيس الحكومة [المنتهية ولايته]، إيهود أولمرت، مقتنعاً الآن بأنه من الممكن الإفراج عن أسرى فلسطينيين "أيديهم ملطخة بالدماء"، فلماذا كان بحاجة إلى عامين وثمانية أشهر من أجل التوصل إلى صفقة كهذه؟ صحيح أن التوصل إلى تهدئة لعام ونصف عام يُعتبر، في حال تطبيقها، إنجازاً لإسرائيل، لكن لا يجوز أن نتغاضى عن واقع أن "حماس" خرجت من المواجهة العسكرية الأخيرة وهي تتأبط بضعة إنجازات مهمة، بدءاً من الإفراج عن أسرى كثيرين وانتهاء برفع الحصار عن القطاع.

 

المزيد ضمن العدد 629