· تدل استطلاعات الرأي العام على أن نسبة المترددين في الانتخابات الإسرائيلية العامة [التي ستجري غداً الثلاثاء، 10 شباط/ فبراير 2009] هي من أعلى النسب التي شهدتها إسرائيل. وربما لهذا السبب كان من المتوقع أن تتميز معركة الانتخابات بالإثارة وبحرص المتنافسين فيها على تقديم شروح تفصيلية لبرامجهم الانتخابية. لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث قط.
· لقد كان المتنافس الأبرز في هذه الانتخابات هو ذلك الذي التزم الصمت [والمقصود رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو]، وذلك اعتقاداً منه أن الناس سيصدقونه أكثر إذا لم ينبس ببنت شفة.
· يبدو لي أن الظاهرة الأهم في هذه الانتخابات هي الناخبون الإسرائيليون أنفسهم، لا رئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان. فهؤلاء الناخبون، في معظمهم، أيدوا، مؤخراً، العملية العسكرية في غزة، التي أظهرت أن إسرائيل شديدة القوة. غير أنهم الآن يعطون الانطباع بأنهم شعب خائف يتطلع إلى زعيم قوي يبعد عنهم أعداءهم الحقيقيين والوهميين.
· بغض النظر عما ستسفر عنه هذه الانتخابات، فقد بات من الواضح منذ الآن أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية لا تلبي حاجات الدولة والمجتمع. وعلى الرغم من أن التحديات تفاقمت، سواء في الموضوع الإيراني أو على المستوى الاقتصادي، فإن هذه المؤسسة وهنت بصورة خطرة. إن الليكود لا ينفك يعلن أن مسؤولية قيادة الدولة أكبر كثيراً من [رئيسة كاديما] تسيبي ليفني. لكن يبدو أن هذه المقولة تنطبق، بالقدر نفسه، على نتنياهو، وكذلك على [رئيس حزب العمل] إيهود باراك و[رئيس "إسرائيل بيتنا"] أفيغدور ليبرمان.