نتنياهو الجديد يريد أن يهزم "حماس" مهما كلّف الأمر والمختطفون سيدفعون الثمن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • وزير رفيع المستوى في الكابينيت قال في الأول من أمس: "يحاول نتنياهو إطالة أمد الحرب بقدر الممكن، وهذا من أجل مصلحته، من هنا، يأتي صدور بيانات صحافية بشأن عدم وجود اقتراح صفقة مختطفين".
  • بنيامين نتنياهو الذي نعرفه، يتجنب المخاطر العسكرية، بينما نتنياهو حرب غزة، هو نتنياهو مختلف. يريد أن يهزم "حماس" عسكرياً، مهما كلّف الأمر. وكلما استغرق الأمر وقتاً أطول، سيتمكن من القول، كما فعل في الأمس في المؤتمر الصحافي، إنه يستغرب انشغال الناس بالأمور السياسية في الوقت الذي يقاتل جنودنا في غزة. في تقديري، حتى لو طلب منه جو بايدن وقف الحرب، فإن نتنياهو لن يتوقف. يكفي سماع حفَظة صفحات رسائله الذين يقولون: وحده نتنياهو يعرف كيف يقف في مواجهة الضغط الدولي.
  • يدرك نتنياهو أنه، حالياً، سيدخل التاريخ مع وصمة عار لم يحملها قبله أي رئيس حكومة آخر. خلاصه الجزئي يمكن أن يأتي فقط، حالياً، من "حماس"، ومصلحته، حالياً، تتقاطع مع مصلحة الجيش الذي لا يمكنه قبول أقل من تحقيق الضربة القاضية، بعد الفشل الكبير. درج وزير الدفاع يوآف غالانت على القول: أنا أعرف فقط "ساعات" و"أهداف". ويقصد القول "لا يهمني اقتصاد البلد، ولا العلاقات مع مصر والأردن، واتفاقات أبراهام، والولايات المتحدة، ولا أستطيع أن أنهي هذا الحدث بأقل من حسم". وإذا كان الجيش يريد التحرك بوتيرة بطيئة جداً من أجل تقليص الخسائر، لنفعل هذا بوتيرة بطيئة.
  • بسبب هذا التقاطع في المصالح، من المحتمل أن تستمر الحرب شهوراً طويلة. سكان "غلاف غزة" والشمال لن يعودوا إلى منازلهم، والسياح لن يأتوا، والدولة ستواجه عجزاً كبيراً، وتصنيفها الائتماني سينخفض. لقد كان المبدأ الأساسي لإسرائيل الحسم السريع. نحن لم نُخلق لخوض حروب استنزاف، وبالتأكيد ليس على كل أراضي الدولة. إذا كان نتنياهو وغالانت وهرتسي هليفي يخططون، فعلاً، لمعركة تستغرق عاماً، ليس هناك ما يمنع أن تتوقف قليلاً، ومحاولة استرجاع أكبر عدد من المختطفين، ثم مواصلتها. في الأمس، قال بني غانتس وأيزنكوت كلاماً مفاجئاً: إعادة المختطفين أولاً، وبعدها إخضاع "حماس". في البداية، نحرر اليهود، وبعدها نقتل "مخربين".
  • يجب قول الحقيقة: نتنياهو وغالانت يتحدثان مع عائلات المختطفين. ويقولان لها الكلام الصحيح، المختطفون لهم "أولوية قصوى" "أتخيل أنه إبني"، لكنهما من خلال سلوكهما، يتركون المختطفين وراءهما. اقترح الوسطاء القطريون على إسرائيل شتى أنواع الصفقات. يضع نتنياهو وغالانت كثيراً من المبادىء الصحيحة: لن نوافق على وقف إطلاق نار مهم، ولا على إطلاق سراح حمَلة الجوازات الأجنبية، وتحميل السنوار المسؤولية عن مصير الأولاد والأمهات. كل هذا صحيح، لكن هكذا يتصرف من لا يريد صفقة. في الصفقات السابقة، كسرنا كثيراً من القواعد المقدسة. أطلقنا سراح عرب من الإسرائيليين وأسرى أحياء، في مقابل جثامين، وأسرى، "تلطخت أياديهم بالدم".  وقلنا إن قدسية الحياة تأتي قبل أي شيء. هذا من دون الحديث عن صفقة شاليط التي كسرت كل القواعد الممكنة.
  • في هذه القصة، وسائل الإعلام تمنح متخذي القرارات مساحة مناورة كبيرة.  فهي لا تنشر تقارير "حماس" بشأن وضع المفاوضات، ولا تبث فيديوهات عن الأسرى، ولا يجري التعمق في ادّعاء "حماس" أن القصف الإسرائيلي أصاب عدداً من المختطفين. في بعض الحالات، يمكن أن يكون للإعلام دور مفيد، لأن المعلومة يمكن أن تستخدمها العائلات في مطالبة الكابينيت بتحرير أحبائها. الإعلاميون، في أغلبيتهم، يفضلون عدم نشر تفاصيل، يمكن أن تستخدمها "حماس" في حربها النفسية. هذا الهامش من المناورة، يستخدمه رئيس الحكومة للادعاء أنه يبذل كل ما في وسعه من أجل تحرير المختطفين. من المحتمل أنه يتخوف من أن يؤدي التوقُّف الموقت للقتال إلى زيادة الضغط السياسي لوقف القتال نهائياً، أو مطالبته بالاستقالة. لكن هذه الأسباب ليست كافية، كي يتشدد في مواقفه، إذا كان مصراً، فعلاً، على مواصلة المناورة البرية، بعد انتهاء مسار الصفقات.
 

المزيد ضمن العدد