ماذا يريد الحوثيون؟
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف
  • واصل الحوثيون في اليمن إطلاق الصواريخ والمسيّرات في اتجاه إسرائيل، لا بل زادوا في وتيرته، رداً على الحرب ضد "حماس" في قطاع غزة. أسلوب عمل التنظيم وخطابه السياسي، يسلّطان الضوء على دور التنظيم وأهدافه في هذه المعركة.
  • أولاً، تستخدم إيران اليمن كي تدرس قدرات إسرائيل الاعتراضية المتقدمة، في حال نشوب مواجهة مستقبلية بين الدولتين. استخدمت إسرائيل في دفاعها ضد إطلاق الحوثيين الصواريخ، وللمرة الأولى في العالم، طائرات أف -35 لاعتراض صواريخ بحرية، كما استخدمت أيضاً منظومة "حيتس" لاعتراض الصواريخ الباليستية. ويحظى الاستخدام العملاني الأول لمنظومة "حيتس 3" بأهمية خاصة، لأن هذه المنظومة تملك قدرة اعتراضية خارج الغلاف الجوي، وتُعتبر أداة "يوم القيامة" في الدفاع عن إسرائيل في مواجهة صواريخ غير تقليدية.
  • ثانياً، إطلاق الصواريخ نحو إيلات، وهو المكان الذي لجأ إليه عدد كبير من الذين جرى إجلاؤهم عن "غلاف غزة"، يستكمل الحلقة التي يسعى "محور المقاومة" لتطويق إسرائيل بها، ولخلق شعور بالحصار وعدم وجود مكان آمن. هناك هدف آخر، هو تهديد الحوثيين بمهاجمة سفن إسرائيلية في البحر الأحمر، وبالتالي إغلاق الممر الجنوبي إلى إسرائيل.
  • ثالثاً، يريد الحوثيون إثبات انتمائهم إلى المعسكر الإقليمي المعادي لإسرائيل والولايات المتحدة، بعكس خصومهم السعوديين والإماراتيين، وهذه الصورة تخدمهم في نزاعهم المحلي في اليمن ضد القوات المدعومة من الدولتين. لقد شدد على هذا التمييز زعيم الحوثيين، الذي صرّح مؤخراً بأنه لولا السعودية التي تفرّق بين اليمن وإسرائيل، لَتقدم مقاتلوه لمحاربة العدو الإسرائيلي. كذلك، يُظهر الحوثيون "عضلاتهم" إزاء السعودية التي وقّعوا معها اتفاقاً لوقف النار، بعد سنوات طويلة من القتال، وذلك من خلال إظهار قوتهم في إطلاق مسيّرات هجومية نحو إيلات التي تقع على بُعد آلاف الكيلومترات، وبذلك، هم يثبتون قدرتهم على الوصول إلى أي نقطة في السعودية.
  • في النهاية، من خلال استخدام الحوثيين، تقوم إيران بـ"إشغال" قوات الجيش الأميركي في البحر الأحمر في اعتراض الصواريخ من اليمن البعيدة عن إسرائيل.
 

المزيد ضمن العدد