فصول من كتاب دليل اسرائيل
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن هناك ضغوطاً دولية شديدة على إسرائيل من أجل وقف الحرب ضد حركة "حماس"، وتعهّد مواصلة الحرب في غزة حتى إطاحة هذه الحركة وإعادة الأسرى والمخطوفين الذين تحتجزهم.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه خلال مؤتمر صحافي عقده مع كلٍّ من وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير في "كابينيت الحرب" بني غانتس، رئيس تحالُف "المعسكر الرسمي"، في مقر وزارة الدفاع في "الكرياه" مساء أول أمس (السبت)، ونفى فيه رئيس الحكومة أيضاً الكثير من التقارير بشأن اتفاقيات وشيكة لإطلاق سراح بعض، أو كل الأسرى والأشخاص المحتجزين في غزة، الذين يبلغ عددهم نحو 240، مضيفاً: "حتى الآن لا يوجد اتفاق. وإذا تم التوصل إلى اتفاق، سيتم إطلاع الجمهور الإسرائيلي عليه".
وتطرّق نتنياهو إلى المسيرة التي نظّمتها عائلات المخطوفين، وانطلقت من تل أبيب، وصولاً إلى القدس، واستمرت 5 أيام، وانتهت يوم السبت، فقال: "نحن نسير معكم، أنا أسير معكم، وكل شعب إسرائيل يسير معكم"، وأضاف أنه دعا عائلات المخطوفين للاجتماع بـ"كابينيت الحرب" اليوم (الاثنين).
وسُئل رئيس الحكومة في المؤتمر الصحافي عمّا إذا كان تنازل عن اتفاق جدي يوم الثلاثاء الماضي لإطلاق سراح نحو 50 مخطوفاً، وما إذا كان يصرّ على الإفراج عن جميع المخطوفين، فردّ بأنه لا يوجد اتفاق على الطاولة، وليس في مكانه تقديم مزيد من التفاصيل. وأضاف: "إننا نريد استعادة جميع المخطوفين. نحن نبذل قصارى جهدنا لإعادة أكبر عدد ممكن، بما في ذلك على مراحل، ونحن متحدون إزاء هذا الأمر. وطبعاً، نريد إعادة عائلات بأكملها معاً".
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل قضت خلال الحرب على آلاف "الإرهابيين"، بمن فيهم كبار القادة، ودمرت مراكز قيادة وأنفاقاً. وأضاف أنه في حين أن إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة وآخرين في الحرب الجارية، فإن هناك ضغوطاً متزايدة ضدها في الولايات المتحدة، وفي أماكن أُخرى. وسرد نتنياهو جميع الطرق التي تجاهلت بها إسرائيل مطالب العديد من الجهات، بما في ذلك الضغط لعدم إطلاق اجتياحها البري، وعدم الدخول إلى مدينة غزة، وعدم الدخول إلى مستشفى الشفاء، وقال إنه لا يمكن ردع إسرائيل. وأضاف: "لقد ضغطوا علينا أيضاً للموافقة على وقف كامل لإطلاق النار، ونحن رفضنا. وأوضحت أننا لن نوافق إلا على وقف موقت لإطلاق النار، وفقط في مقابل عودة المخطوفين. إنني مع زملائي [في الحكومة] أرفض الضغوط، وأوضح للعالم أننا: "سنواصل القتال حتى النصر، حتى ندمر ’حماس’، وحتى نعيد مخطوفينا إلى ديارهم. نحن نصرّ على مصالحنا الأمنية والدبلوماسية الأساسية في مواجهة معارضة شديدة. وعندما يدرك أعداؤنا وأصدقاؤنا موقفنا الثابت، وعندما يسمعون ذلك في المقابلات مع وسائل الإعلام الدولية، وفي المناقشات مع القادة، نحصل على المساحة اللازمة للمناورة لمواصلة العملية. وهذا لا يمكن اعتباره أمراً مفروغاً منه".
وأكد نتنياهو أنه يقدّر كثيراً دعم الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنها ترسل شحنات مستمرة من الأسلحة والمعدات الدفاعية الحيوية، كما أن هناك دعماً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لدولة إسرائيل في الكونغرس. وقال: "إن القيادة الإسرائيلية على اتصال يومي بالبيت الأبيض، وأنا أُجري مقابلات مع وسائل الإعلام الأميركية كل يوم تقريباً، لإقناع الجمهور الأميركي بصحة طريقنا". وأوضح أنه يتحدث كل يوم مع قادة دوليين آخرين، مؤكداً أن كل هذا وأكثر، يضمن استمرار إسرائيل في تلقّي الدعم العسكري الذي تحتاجه من الولايات المتحدة، ويُحبط المبادرات الدولية ضد إسرائيل، والتي من شأنها تعريض قدرتها على مواصلة القتال للخطر.
وشدّد رئيس الحكومة على أن السماح بوصول مساعدات إنسانية إلى غزة هو أمر بالغ الأهمية لمواصلة الحرب ضد حركة "حماس"، وقال إنه من دون ذلك، سيكون الدعم الدولي للحملة العسكرية الإسرائيلية أقل، وكشف أن الجيش وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] أوصيا بأن تقبل الحكومة الطلب الأميركي بالسماح لشاحنتَي وقود بالدخول يومياً إلى جنوب قطاع غزة، وأيّد "الكابينيت" ذلك بأغلبية الأصوات.
وحدد نتنياهو 3 مهمات حربية سيتم إنجازها، هي: إنجاز النصر الكامل، وتدمير "حماس"، وإعادة الرهائن. وقال: "من أجل ضمان ألّا تشكّل غزة بعد النصر، مرة أُخرى، تهديداً للسكان الإسرائيليين، لن أسمح لأي طرف يدعم ’الإرهاب ’، أو يدفع لـ’الإرهابيين’ أو عائلاتهم، أو يعلّم أطفالهم قتل اليهود والسعي لتدمير إسرائيل [في إشارة إلى السلطة الفلسطينية] بدخول غزة. من دون تلك الثورة في الحكم في غزة، ستكون عودة غزة إلى ’الإرهاب’ مسألة وقت فقط، ولن أوافق على ذلك".
وأشار رئيس الحكومة إلى شرط إضافي، وهو أن يتمتع الجيش الإسرائيلي بحرية عمل كاملة في غزة ضد أي تهديد، مؤكداً أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان نزع السلاح في القطاع.