· يتوجب على إسرائيل أن تتخذ قراراً دراماتيكياً: إما أن تتنكر بصورة واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار، أي أن تجدّد القتال، وإما أن تسلّم بحقيقة أن حزب الله يعمل بجهد لا يكلّ لتجديد مخزونه الاحتياطي من الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى، الذي تضرر كثيراً في الحرب. وفي جميع الأحوال فإن الطريق الثالثة، طريق قبول وقف إطلاق النار لكن التصرّف عسكرياً كما لو أنه غير موجود، مثلما حصل في نهاية الأسبوع، ليست ممكنة لوقت طويل.
· السبب الذي أوصل إسرائيل إلى هذه المعضلة سريعاً جداً ناجم عن حقيقة أن اتفاق وقف إطلاق النار "مليء بالثقوب"، كما قالت مصادر عسكرية مسؤولة في حينه. وعملياً هناك شك فيما إذا كان هناك اتفاق من فرط الثقوب الذي فيه. فصيغة الاتفاق الضبابية لا تحلّ مشكلة المخطوفين، ولا تضمن نزع سلاح حزب الله ولا حتى من منطقة جنوب الليطاني، ولا تنتج منظومة تمنع سورية وإيران من تزويد حسن نصر الله بالسلاح بدل ذلك الذي تمت إبادته.
· السلاح يتسرّب من سورية إلى لبنان منذ عدة أيام تقريباً دون توقف.
· لو كانت عملية بعلبك ناجحة لما كنا عرفنا عنها. فالعملية أعدت لتكون سرية تماماً. وبمجرد انكشافها وسقوط إصابات فيها يدل على إخفاقها. فضلاً عن أنها تعرض إسرائيل في العالم كما لو أنها تخرق قرارات الأمم المتحدة.
· تجربة الأسابيع الأخيرة تدل على أن أولمرت وبيرتس يصادقان تقريباً على أية عملية لوحدات مختارة يطلب الجيش القيام بها، خلافاً لرؤساء حكومة ووزراء دفاع سابقين فهموا جيداً معنى التعرّض للخطر وكانوا يرفضون خططاً في أحيان متقاربة. والآن أصبح معروفاً أنه عندما صادق الاثنان على هذه العملية قيل لهما من قبل الجيش إن احتمال اكتشاف القوة الإسرائيلية ضئيل جداً.