قال وزير الدفاع عمير بيرتس في جلسة الحكومة التي عقدت اليوم (الأحد): "علينا أن نمنع استمرار وصول قوة الجيش اللبناني حتى مسافة كيلومترين من الحدود، من دون أن تتموضع هناك قوة متعددة الجنسية أولاً. لن نمكّن حزب الله من الاقتراب ثانيةً من الحدود مع إسرائيل".
وحول الانتقادات العامة الحادة التي توجه لنتائج الحرب وعدم تحقيق أهدافها قال وزير الدفاع إن الانتشار الصحيح للقوة المتعددة الجنسية التي تضم 15 ألف جندي يمكن أن يغيّر الرأي العام وأن يؤدي إلى فهم إنجازات الحملة. وأكد بيرتس أنه "سيصار إلى فحص النقاط التي توصف بأنها إخفاقات على الطريق. سوف نتقصّاها ونضعها على الطاولة. واجبنا أن نستعد للجولة القادمة. وأضاف قائلاً: "إذا انتشرت قوة متعددة الجنسية في جنوب لبنان ووجدنا أنفسنا أمام منطقة منزوعة السلاح فنكون قد حققنا الأهداف".
وتطرق بيرتس إلى المسألة الإيرانية بقوله أنه يحذّر من أن الأسرة الدولية تتجاهل التدخل الإيراني الفوري في إعادة تأهيل جنوب لبنان، الذي يشمل نقل أموال إيرانية إلى السكان. وأعاد بيرتس إلى الأذهان الفكرة التي عبر عنها في بداية الحرب، والقائلة بأنه يجب تشكيل قوة اقتصادية دولية تملأ الفراغ الذي نشأ في جنوب لبنان من أجل منع وصول الأموال الإيرانية، الأمر الذي سيعيد سيطرة حزب الله على المنطقة.
ورفض وزير الدفاع المطالبات الداعية إلى خروج الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان على وجه السرعة، وقال: "واجبنا أن نطلب تطبيق قرار مجلس الأمن وبالتوازي مع ذلك، أن ندعمه بانتشار عسكري من جانبنا قبل أن نخرج".
وحذّر وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعيزر من أن "الجولة القادمة" من القتال ضد حزب الله قد تقع خلال بضعة أشهر، وقال: "يجب أن نقرأ بين السطور. إن حزب الله ينظم نفسه، والجيش السوري يستخلص الدروس.
وقال وزير الصناعة والتجارة والسياحة إيلي يشاي في جلسة الحكومة أنه "علينا التركيز على الجهوزية للمواجهة القادمة".
وقال رئيس الحكومة إيهود أولمرت خلال الجلسة (معاريف 20/8/2006) أن إسرائيل لم تكتشف أية ظاهرة أو أي أمر جديد في سياق الحرب، وقال: "كنا نعلم بالمساعدات السورية والإيرانية لحزب الله، وبحجم الوسائل القتالية. خلال السنوات الأخيرة، اخترنا القيام بأمور مهمة أخرى ساعدت على بناء إسرائيل أكثر قوة. في القتال الأخير أسقطنا القناع عن قدرات حزب الله، وحصلنا على فرصة لتبديل الواقع السابق وما يجب عمله الآن هو أن نستمر في وضع تلك الغايات السياسية على جدول أعمالنا لكي نكمل هذه الخطوة".
وقدم رئيس هيئة الأركان الجنرال دان حلوتس للوزراء عرضاً أمنياً ذكر فيه أن حزب الله يلتزم بوقف إطلاق النار التزاماً مطلقاً، وقال: "إنهم يخفضون حضورهم ولا يظهرون بالسلاح والزي العسكري علانية. وانتشار الجيش اللبناني جار تطبيقه في المنطقة، وهذه صورة لم تشاهد منذ نحو 30 عاماً. ويحاول رئيس الحكومة اللبنانية دفع قرار الأمم المتحدة إلى الأمام، لكنه لا يدخل في مجابهة مع حزب الله، ولهذا لم تبدأ بعد خطوة نقل حزب الله إلى شمالي الليطاني".
وتطرق رئيس الأركان أيضاً إلى المسألة السورية قائلاً أن سورية أملت في أن تكون جزءاً من الحل وربما في الحصول على إنجازات في الجولان في إطار التسوية السياسية بعد الحرب. وأضاف: "لقد خاب أمل السوريين من الآلية النهائية التي لم تشملهم بأي شكل من الأشكال. إننا نرى محاولة من جانبهم لإعادة بناء قدرات حزب الله في لبنان، وهم يقفون في مركز محور المعارضة، حتى أكثر من حزب الله. لقد جعل الأسد من نفسه جزءاً من المعركة عندما قال في خطابه إن سورية انتظرت هذه الحرب خمس سنوات".
وتطرق رئيس الأركان إلى حالة الاستنفار العالية التي أعلنت في سورية منذ بداية الحرب في لبنان، وأكد أن السوريين يعودون تدريجياً إلى الحالة الروتينية ويخفضون مستوى استنفارهم تدريجياً.
وأعرب حلوتس عن اعتقاده (هآرتس 20/8/2006) بأن الحرب في لبنان لم تنته "بضربة قاضية" لكنها "كانت بشكل واضح انتصاراً بالنقاط".