من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ثمة خط جديد بدأت تتضح معالمه أمس في التصريحات العلنية المسؤولين الكبار في الجيش الإسرائيلي حيال نتائج الحرب على لبنان. وهذا ناجم عن استيعاب الغضب الجماهيري العارم على أداء الجيش، وعن تصاعد احتجاج أفراد الاحتياط. وهو ما دعا كبار الضباط إلى محاولة تقديم شروحات وإلى التواضع في "احتفالات الانتصار".
· يدل على هذا الخط الجديد تصريح رئيس هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، في جلسة الحكومة (الأحد) بأن إسرائيل انتصرت في المعركة "بالنقاط وليس بالضربة القاضية". لكن حالوتس اعترف بإخفاقات الحرب خلال لقاء مع لواء ألكسندروني للمشاة في جيش الاحتياط، بما في ذلك قرار بيعه ملف استثماراته في البورصة.أما ضابط سلاح المشاة والمدرعات الرئيسي، العميد يوسي هايمان، الذي أنهى أمس مهام منصبه، فقد ذهب خطوة أبعد من حالوتس، حيث قال في حفل تسليم مهام منصبه المذكور إلى خليفته: "لقد ارتكبنا خطيئة العجرفة والتبجّح. جميعنا يشعر بإحساس معيّن من الإخفاق وتفويت الفرصة".
· في المحادثات المغلقة بعيداً عن الميكروفونات تصدر عن الضباط الكبار أقوال أشد حدّة وفظاظة من هذه. ومن ذلك مثلاً الأقوال التالية الصادرة عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة: "مكانتنا الشعبية مُست بصورة كبيرة. ما يحصل الآن هو أبعد وأعمق كثيراً من انتظار قطع رؤوس في أعقاب الحرب. كانت لنا أخطاء في الحرب وفي بعض الحالات لم نلب المعايير التي وضعناها لأنفسنا".
· من الصعب أن نقدر الآن كيف سيؤثر هذا الإخفاق على أداء الجيش الإسرائيلي في المواجهات القادمة، وهل مجرّد حقيقة أن الجيش الإسرائيلي انكشف في ضعفه النسبي أمام مقاتلي حزب الله لن تشجّع دولاً عدوة، على رأسها إيران وسورية، على أن تتحداه هي أيضاً في المستقبل؟
· علاوة على ذلك هناك مشاعر قلق شخصية لدى كبار القادة العسكريين (الجنرالات)، وذلك حيال البدء بإقامة لجان للتحقيق والتقصي على اختلاف أنواعها. بعض كبار الضباط بدأوا يتحدثون مع محامين، وآخرون بدأوا يستعينون بمستشاري إعلام مدنيين.
· يثير الدهشة كم أن ما هو حاصل الآن بعيد جداً عن تبجّحات أيام الحرب الأولى، ليس فقط في هيئة الأركان العامة، بل لدى المستوى السياسي أيضاً.
· بين طقوس الانتصار لدى الطرف الثاني، ومن بينها قيام حزب الله بدعوة مراسل الجزيرة إلى جولة بين حطام قرية عيتا الشعب على بعد كيلومتر من الحدود (وهي منطقة يفترض أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يواصل السيطرة عليها)، كانت ثمة نقطة ضوء. فقد ادعى رئيس حكومة لبنان، فؤاد السنيورة، أنه إذا تصرفت إسرائيل بذكاء ففي مستطاعها أن تستغل انتهاء الحرب من أجل التوصل إلى سلام حقيقي.